السوريون يعيشون على الحوالات الخارجية.. أسعار الصرف المتقلبة تربك الأسواق

تشهد سوريا أزمة في سوق الصرف، وسط انخفاض قيمة العملات الأجنبية (الدولار واليورو والليرة التركية والريال السعودي وغيرهم) مقابل الليرة التي تشهد تحسناً في الظاهر، إلا أن خلف ذلك أزمة مالية وغياب توضيحات من مصرف سوريا المركزي.
وتراجعت قيمة الدولار أمام الليرة السورية لأدنى مستوياتها إذا وصل إلى قرابة 7 آلاف ليرة لكل دولار بالسوق السوداء يوم الثلاثاء الماضي قبل أن يتحسن سعره يوم الخميس مستقراَ عند ال 9000 ليرة بالسوق الموازية وسط تراجع حركة السوق بالشراء والبيع.
كما يعيش جزء كبير من الشعب السوري على الحوالات الخارجية، وأدى “تحسن” سعر صرف الليرة أمام الدولار وبقية العملات إلى انخفاض السيولة بأيديهم وتراجع إمكانية شراء حاجياتهم رغم انخفاض أسعار بعض السلع, كما أن الأسعار ما زالت مرتفعة قياساً بانخفاض قيمة الدولار.
ويرى أحد أصحاب محلات الصرافة بساحة المرجة في دمشق أن سعر الصرف الحالي وهمي، وهذه الأسعار لا تعبر عن السعر الحقيقي مشيراً إلا أن هناك طلب أكثر من العرض على الليرة السورية ما جعل قيمتها ترتفع.
ويخسر المواطن في كل 100 دولار ما بين 300 ألف إلى 500 ألف ليرة من قيمتها في حال كان التصريف أقل بكثير من نشرة المركزي.
وقال أحد المواطنين الذين جاؤوا لصرافة 200 دولار حوالة من ابنه المقيم في تركيا، قائلاً إن المبلغ الحالي أقل من المبلغ الرسمي بالنصف تقريباً.
وأضاف أن السوريين يعيشون على الحوالات، وكان مبلغ 200 دولار يساوي 2.8 ملايين ليرة قبل سقوط النظام، اليوم لا يصل المبلغ إلى 1.8 مليون ليرة، ولو قبلت التصريف بسعر 7000 لكل دولار لكانت الخسارة أكبر بكثير.
ويرى محللون اقتصاديون أن هناك أزمة سيولة في الليرة السورية، خصوصاً بعد أنباء عن تهريب قرابة 5 مليارات ليرة سورية من حدود العراق أواخر شهر كانون الثاني الماضي.
في الوقت نفسه يشتكي مصرفيون من عدم صرف الحكومة الجديدة للرواتب التي وعدت بها والتي من المتوقع أن تسهم في تحريك السوق وزيادة الليرة السورية في الأسواق مقابل الدولار.
وذكرت مجلة الإيكونوميست في الحوار الذي نشرته مع الرئيس أحمد الشرع، أنه وفقاً لمصرفيين فإن شحنات الليرة السورية تأخرت في قدومها من روسيا.
ولا يعرف على وجه الحقيقة ما الذي يجري في الأسواق السورية بما يخص السياسة المالية التي ما زالت في حالة من عدم الوضوح.
المصدر: تلفزيون سوريا