فنمنوعاتمنوعات

مسلسل “ما اختلفنا” يعود بموسم ثان.. كوميديا بعد سقوط النظام

لسنوات طويلة، استطاعت الدراما السورية أن تقدّم تنوعاً في مواضيعها، وقد أثبتت تفوقها في الكوميديا السوداء, لطالما شكل مسلسل “بقعة ضوء” مرجعاً بالنسبة للمشاهد السوري (والعربي) بعد عرضه أكثر من عقد. والواضح أن نجاح هذا النوع تحول إلى عُرف في الإنتاج السوري, “ما اختلفنا” مسلسل عرض الموسم الأول منه على شاشة العربي 2 العام الماضي, صُور من حياة السوريين اليومية التي تنقل من خلال لوحات نفذت بطريقة مبتكرة، وتشارك فيها مجموعة من الممثلين السوريين.

ويقول المنتج المنفذ أسامة حمد إن مشروع “ما اختلفنا” يعتبر “فشة خلق” الجمهور أمام المعاناة في سورية على كافة الأصعدة، إذ يصوّر الفساد، والعوز، والصناعة، والتجارة، والنزوح، وغيرها من القضايا التي تشغل بال الناس. توضع هذه كلها في إطار كوميدي مغلف برؤية مبتكرة استغلها المخرج وائل أبو شعر من خلال المدرسة الكوميدية، التي يعرف بها هذا النوع من الإنتاجات.

في الموسم الأول (2024) كان التركيز على نقد النظام والديكتاتورية, ويضيف حمد: “قدمنا لوحة عن الديكتاتور الذي يحتاج إلى زراعة كلى، لكنه يرفض حملة التبرع الممكن أن تكون من شعب يزيد تعداده عن 22 مليون نسمة، لأنه يشكك في إخلاصه”. هذه الصورة وحدها تكفي لكي ندرك أن المسلسل حاول من خلال الكوميديا تبيان ما خفي في المجتمع السوري، والنظام القائم حكمه آنذاك على القمع.

في الموسم الثاني الذي يعرض في رمضان على “العربي 2” وتطبيق “العربي بلس”، سيطرح “ما اختلفنا” مجموعة من المشكلات التي يعانيها الشعب السوري ولا يزال، ومنها تحديداً ما يعيشه أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر لجؤوا إلى مختلف دول العالم، وصولاً إلى سقوط النظام، على الرغم من أن التصوير جرى خلال فترة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان. يوضح حمد: “هذا ما وضعنا أمام تحديات كبيرة كادت أن توقف المشروع، لكننا آثرنا استمرارية العمل، وتنقلنا بين مناطق كثيرة لمتابعة التصوير، لكن المشكلة الأكبر كانت قصف المعابر الحدودية بين لبنان وسورية، وتأخير وصول الممثلين السوريين إلى بيروت”.

ويفيد المنتج المنفذ بأن التصوير في لبنان استغرق سبعين يوماً، وشارك عدد من الممثلين السوريين في اللوحات، أبرزهم نور علي، وفادي صبيح، ومحمد حداقي، وشادي الصفدي، وحلا رجب، وأندريه سكاف، وجمال العلي.

حول الكتّاب الذين شاركوا في سيناريوهات الجزء الثاني من “ما اختلفنا”، يقول: “لكل كاتب رؤية تجتمع نهاية الأمر على الرسالة المفترض أن تصل، لذلك اخترنا عدداً من الكتّاب، منهم زياد الساري، وممدوح حمادة، ومازن طه، وأدهم مرشد، وجمال شقير، إضافة إلى مجموعة جديدة من كتّاب شباب أرادوا أن يصل صوتهم من خلال اللوحات التي أنجزوها، ولم تلتزم بهوية محددة أو كليشيه، بل على العكس، كان هناك مزيج من السخرية في إطار درامي مرتبط بأجواء التصوير عموماً”.

يؤكد أن مشروع موسم ثالث لـ”ما اختلفنا” بدأ التحضير له، ومن المتوقع “أن يكون أصحاب هذه الفكرة والعاملون عليها قد تنفسوا الصعداء بعد خلع النظام في سورية، ومن هنا نقول ترقبوا الموسم الثالث بحلة حرة بعيداً عن الرقابة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى