رغم انخفاض أسعارها.. حلويات العيد خارج حسابات أصحاب الدخل المحدود

تتجه الأنظار مع اقتراب عيد الفطر المبارك نحو أسعار الحلويات، وتنعكس الأزمة الاقتصادية بشكل ملحوظ على أسواق الحلويات في المدن ، فعلى الرغم من انخفاض أسعارها لما يقرب من النصف إلا أن الإقبال عليها ضعيفًا بسبب تدني القدرة الشرائية لدى معظم المواطنين.
رغم أن الحركة التجارية تبدو أفضل مقارنة بالأعوام السابقة، فإن ارتفاع الأسعار مقابل القدرة الشرائية الضعيفة، وضعف الرقابة على الأسواق جعل الكثير من الأسر السورية تعجز عن ممارسة تقليد أساسي في العيد بشراء الحلويات.
في هذا الصدد أشار أحد سكان دمشق إلى أن الأسعار متفاوتة بشكل كبير في الأسواق، فهناك منتجات مرتفعة الثمن وأخرى متوسطة ورخيصة، مؤكدًا أن أصحاب الدخل المحدود يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين متطلبات العيد.
وأفاد بأن متوسط راتب الموظف لا يتجاوز 300 إلى 400 ألف ليرة سورية، وهو ما لا يكفي إلا لشراء ملابس لطفل واحد من أصل خمسة، أو التخلي عن شراء الملابس والاكتفاء بشراء الحلويات.
وبشأن أسعار الحلويات، أوضح أن متوسطها يتراوح بين 50 إلى 60 ألف ليرة سوري للكيلو غرام الواحد، بينما تحتاج العائلة المتوسطة ما بين 4 إلى 6 كيلوغرامات من الحلويات في حد أدنى خلال فترة العيد، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود.
وبيّن أن الأسواق شهدت تحسنًا طفيفًا مقارنة بالعام الماضي، حيث زادت الحركة التجارية نتيجة توفر بضائع متنوعة، تلبي مختلف الفئات الاقتصادية، ورغم هذا التحسن النسبي، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الخانقة حالت دون عودة الأسواق إلى نشاطها المعتاد.
وكانت الأسعار بالعام الماضي شهدت قفزة 100% عن العام السابق له، نتيجة توقف 60% من معامل الحلويات عن العمل بسبب انخفاض الطلب نتيجة قلة أعداد المستهلكين، ووضع الكهرباء، وتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من حلويات العيد بين 70 إلى 180 ألف ليرة.
وشهدت أسعار الحلويات في سوريا انخفاضًا كبيرًا بنسبة تزيد عن 50 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بالعام السابق، وفقاً لتصريحات رئيس الجمعية الحرفية للحلويات، بسام قلعجي.
وأوضح قلعجي، أن الأسعار لم تعتمد فقط على تكاليف المواد الأولية التي شهدت انخفاضًا، بل أيضًا على أجور العمال، حيث يصل راتب العامل الأقل خبرة إلى 350 ألف ليرة أسبوعيًا، ما يعادل راتب موظف حكومي شهريًا.
وبشأن أسعار الحلويات الفاخرة، فقال إنها تتفاوت بحسب جودة المكونات المستخدمة، حيث يصل سعر الكيلو الفاخر من المبرومة، الذي يحتوي على نسبة عالية من الفستق الحلبي إلى 300 ألف ليرة، أما أسعار الحلويات الأخرى مثل المعمول الذي يحتوي على فستق العبيد أو الجوز أو الكاجو، فتبدأ من 60 ألف ليرة للكيلو.
وأشار قلعجي إلى أن سعر كيلو الفستق الحلبي يتراوح بين 175 إلى 200 ألف ليرة، مما يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الحلويات الفاخرة.
أما فيما يخص الحلويات الرخيصة، أشار إلى أنها تكون مصنوعة من مواد بديلة مثل السمن النباتي وفستق العبيد المصبوغ، ومع ذلك فإنها تشغل عددًا كبيرًا من العمال وتناسب القدرة الشرائية المحدودة، طالما أنها تراعي معايير الصحة والسلامة.
المصدر: الحل نت