ألمانيا لم تعد الوجهة الأولى للاجئين.. انخفاض مستمر لأعداد طالبي اللجوء السوريين

شهد الاتحاد الأوروبي في العام 2024 انخفاضاً ملحوظاً في عدد طلبات اللجوء مقارنة بالعام السابق، وسط مؤشرات على استمرار هذا الاتجاه خلال العام الجاري، لا سيما فيما يتعلق باللاجئين السوريين بعد سقوط نظام الأسد.
ورغم أن معظم طالبي اللجوء خلال العام الماضي كانوا من سوريا، كما جاء في التقرير السنوي لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي ، لكن بعد انهيار نظام الأسد، بات عدد السوريين الساعين للحصول على الحماية في أوروبا في تراجع مستمر.
ووفقاً لصحيفة ألمانية، فقد سجلت الوكالة الأوروبية في آذار الفائت، 3300 طلب لجوء فقط من السوريين، أي أقل بخمس مرات مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمسة أشهر، وهو تحول مفاجئ.
وبعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي، لم تمر سوى أيام قليلة حتى أوقفت ألمانيا مؤقتاً كل القرارات المتعلقة بطلبات اللجوء المقدمة من اللاجئين السوريين “نظراً للوضع غير المستقر في البلاد”، وحينها فرز موظفو المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين نحو 47 ألف طلب لجوء ووضعوها في أدراج الانتظار.
ولأول مرة منذ فترة طويلة، لم تكن ألمانيا الدولة التي سجلت أكبر عدد من طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، فقد استقبلت إسبانيا وإيطاليا وفرنسا طلبات أكثر من ألمانيا, وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع يعكس التغيرات السياسية الجديدة في سوريا.
وبالرغم من تراجع الأعداد، تبقى ألمانيا (أكبر دول الاتحاد الأوروبي بعدد السكان) واحدة من الوجهات الرئيسية للاجئين. ففي 2024، سجلت الوكالة نحو 237 ألف طلب لجوء جديد في ألمانيا، أي أقل بـ 92 ألفاً من العام السابق، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 29 في المئة.
وكانت الدول الأعضاء قد اتفقت مطلع 2024 على ميثاق الهجرة واللجوء، بعد سنوات من الخلافات، وتنص القواعد الجديدة لقانون اللجوء، التي بدأ تنفيذها تدريجياً ويجب أن تُطبق في جميع دول الاتحاد الـ27 بحلول حزيران 2026، على خفض عدد الوافدين الجدد، وتسريع إجراءات اللجوء، وتحويلها إلى الحدود الخارجية للاتحاد، كما تسعى المنظومة إلى توزيع أكثر عدالة للأعباء بين الدول الأوروبية.
المصدر: وكالات