تعليممحليات

التكلفة تتجاوز 20 مليون.. العمل ليلاً ونهاراً لتأمين نفقة الدروس الخاصة للأبناء

يعمل أهالٍ في سوريا ليلًا ونهارًا لتأمين تكاليف الأساتذة الخصوصيين لأبنائهم في صفوف الشهادتين، وسط تراجع التعليم الحكومي وغياب البيئة المدرسية المناسبة، ما حوّل هذه المرحلة الدراسية إلى عبء مادي ونفسي كبير.

والد أحد طلاب الشهادة الثانوية “علمي”، قال “إنه اضطر للعمل ليلًا حارسًا في مدينة ألعاب، وصباحًا في تصليح الأدوات الكهربائية، من أجل تغطية مصاريف الدروس الخصوصية لابنه, وأن تكلفة المواد العلمية الأساسية (رياضيات، علوم، فيزياء، كيمياء) بلغت نحو 20 مليون ليرة خلال عام واحد، دون احتساب مواد الحفظ واللغات.

وأشار إلى أن ارتفاع التكاليف يعود لعدد الجلسات واسم المدرس، إذ تتجاوز تكلفة المادة الواحدة مليون ليرة, وأضاف: “هذا المبلغ لا يستطيع المواطن السوري تحصيله إلا بشق الأنفس والعمل المتواصل”.

كما اضطرت والدة إحدى الطالبات إلى تغيير فرع ابنتها من العلمي إلى الأدبي بسبب الكلفة العالية، لكنها أكدت أن المصاريف بقيت مرتفعة, وأوضحت أن ابنتها لجأت للعمل في مشغل خياطة من أجل تأمين أقساط المعهد والدروس الخصوصية في اللغات.

أحد الطلاب أيضاً قال إنه عمل في “كافيتريا” لمساعدة والده في تغطية مصاريف الدراسة والأساتذة الخصوصيين, وأوضح أن الاعتماد على التعليم الرسمي بات مستحيلًا بسبب الغيابات المتكررة ونقص الكوادر والاكتظاظ في الصفوف, وأضاف أن “العمل مع الدراسة يرهقني جسديًا، لكن لا بديل عنه لمن يريد دخول الجامعة”.

وأشار إلى أن أسعار المستلزمات الدراسية مثل القرطاسية وأوراق الدورات مرتفعة، ما يدفع الطلاب لتشارك “النوتات” ونقلها يدويًا لتوفير النفقات, وقال: “نشتري نسخة واحدة ونتداولها بيننا بالكتابة”.

من جهتهم، أكد عدد من الأساتذة أن الرواتب الرسمية لا تغطي حتى أجور المواصلات, وقال أحد أساتذة الرياضيات من ريف دمشق، إنه يعطي دروسًا خصوصية في منزله لأن راتبه الشهري (300 ألف ليرة) لا يكفي, وأضاف أن الاكتظاظ والبرد ونقص الأدوات التعليمية والغيابات تعرقل التعليم في المدارس العامة.

المصدر: تلفزيون سوريا

 

زر الذهاب إلى الأعلى