وزارة التربية والمنظمة الدولية للهجرة تبحثان دعم تعليم اللاجئين العائدين إلى سوريا

بحث وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، اليوم، مع وفد من المنظمة الدولية للهجرة (IOM) سبل تعزيز التعاون في ملف عودة اللاجئين السوريين، خاصة في ما يتعلّق بتأمين الحق في التعليم للأطفال العائدين والمتسربين، وذلك خلال لقاء عقد في مبنى الوزارة بالعاصمة دمشق.
وضم الوفد الزائر كلًا من محمد عبد يكير، كبير موظفي المنظمة، وعثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ناقش الجانبان الاحتياجات المتوقعة للطلبة العائدين، والإجراءات الكفيلة بضمان اندماجهم في النظام التعليمي، وتوفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة لهم.
وأكد الدكتور تركو حرص الوزارة على توفير التعليم لكافة أبناء الوطن دون تمييز، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية تضع هذا الملف ضمن أولويات مرحلة التعافي، بالتوازي مع جهود تعزيز الاستقرار وتأهيل البنية التحتية التربوية.
من جهته، ثمّن وفد المنظمة الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم، وأعرب عن الاستعداد التام للتعاون في مجالات تأهيل المدارس، ودعم البرامج التعليمية، وتقديم ما يلزم لضمان استمرارية التعليم للعائدين، بما يعزّز من فرص تعافي المجتمع السوري واستقراره.
منذ بداية عام 2025، ومع دخول البلاد في مرحلة التعافي السياسي والمؤسسي، بدأت الحكومة السورية بتكثيف جهودها لإعادة اللاجئين والمهجّرين السوريين، وتوفير الظروف الملائمة لعودتهم الآمنة والكريمة، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والإسكان.
ويُعد قطاع التعليم من أكثر القطاعات تأثرًا خلال سنوات الحرب، حيث أُغلقت آلاف المدارس وتضررت البنية التحتية التعليمية في العديد من المحافظات، ما أدى إلى انقطاع مئات آلاف الأطفال عن الدراسة داخل سوريا وخارجها. ومع تزايد وتيرة العودة الطوعية، تسعى وزارة التربية إلى تأمين اندماج الأطفال العائدين في النظام التربوي، من خلال تأهيل المدارس، وتعديل المناهج، وتوفير برامج دعم نفسي وتعليمي خاصة للمتسربين.
وتلعب المنظمة الدولية للهجرة (IOM) دورًا فاعلًا في هذا الإطار، من خلال تقديم الدعم التقني واللوجستي لحكومات البلدان المتأثرة بالنزوح، وتنفذ برامج خاصة لإعادة تأهيل المدارس، وتحسين الوصول إلى التعليم، خصوصًا في البيئات الهشّة. ويأتي هذا اللقاء في سياق تعزيز الشراكات بين الحكومة السورية والمنظمات الدولية لتأمين عودة آمنة ومستدامة للاجئين، وضمان حصول الأطفال على حقهم في التعليم كأولوية إنسانية ووطنية.