الغلاء يهدد “المونة”.. “البامية” 35 ألف ليرة و”الملوخية”60 ألفاً

بين زحمة الأزقة والأسواق الشعبية، لطالما كان فصل الصيف موسماً خاصاً لعائلات المدينة، إذ تنشغل فيه النساء بتحضير “المؤونة” الشتوية- تقليدٌ اجتماعي واقتصادي متجذر في الثقافة السورية، يتمثل بتجفيف وحفظ الخضار والفواكه تحسباً لشتاء طويل وصعب.
وهذا الموسم كسابقه من الأعوام مختلف عن استعدادات فصل المؤونة التقليدي للأسر السورية، إذ لم تعد “المؤونة” ممكنة كما كانت، فالأسعار التي وصلت إليها خضار المؤونة الأساسية كالبامية والملوخية والثوم تجاوزت حدود الاحتمال، لتتحول من عادة مألوفة إلى عبء اقتصادي كبير يصعب تحمله.
وتشهد أسواق دمشق، مثل سوق باب سريجة، والشيال، وساروجة، ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار خضار تُعد مكونات أساسية في المؤونة.
وبلغ سعر كيلو البامية الطازجة 35 ألف ليرة سورية، في حين تجاوز سعر كيلو الملوخية اليابسة 60 ألف ليرة، وسجل الثوم ارتفاعاً حاداً إلى 25 ألف ليرة للكيلو الواحد.
يقول أحد بائعي الخضار في سوق باب الجابية: إن الأسعار “مرتبطة بالعرض والطلب، ولكن أيضاً بتكاليف الزراعة والنقل.
ويضيف: كنا نبيع في السابق صناديق كاملة من البامية لربات المنازل، اليوم تأتي السيدة وتطلب نصف كيلو، وتتردد قبل أن تشتري.
ربة منزل ، تحدثت عن الوضع الحالي وتقول: في السابق كنت أحضّر سنوياً نحو 20 كيلو من الملوخية اليابسة و10 كيلو من البامية، بالإضافة إلى الثوم والنعنع والملح والبرغل، وكلها نحتاجها في الطبخ الشتوي، أما اليوم، فحتى كيلو واحد من الملوخية أصبح عبئاً، اكتفيت بتخزين بضعة أكياس صغيرة للذكرى فقط.
أما في بعض الأحياء، يُلاحظ أن المؤونة تحولت إلى مجرد كميات رمزية، أو تم الاستغناء عنها كلياً، خصوصاً لدى الأسر محدودة الدخل.
المصدر: صحيفة الثورة