تقلبات في أسعار المواد على وقع ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار

بين ارتفاع وانخفاض الدولار، بورصة الأسعار تتأرجح وتتقلب بين ليلة وضحاها من دون معرفة الأسباب، أو وجود أي إجراء يمنع الدولار من الارتفاع.
أحد الموظفين يقول “إنه بعد ما شهدنا حالة من استقرار الأسعار امتدت لأكثر من سبعة أشهر، وكانت باتجاه الانخفاض أكثر، إلا أننا شهدنا في الأسبوع الماضي ارتفاعاً ملموساً على كل أنواع المنتجات الغذائية، خاصة التي كان فيها سعر الزيت بين 15 إلى 18 ألف ليرة اليوم يعود الارتفاع إلى 22 ألف، وكذلك السكر من 6,5 للكيوغرام، إلى 8,5ألف ليرة، وكذلك السمنة وصل سعر الكيلو إلى 40 ألف للكيلو حسب الأنواع، بالإضافة إلى زيادة على أسعار مشتقات الحليب والألبان والأجبان بنسبة 5 بالمئة، وغيرها من السلع والمواد الأساسية”.
وأضاف: كلما كنا نسأل أصحاب المحال عن السبب يقولون إن الدولار ارتفع، وبالتالي نحن أمام حالة عدم استقرار في الأسعار مع ثبات الدخل، وبحاجة إلى حلول!
أمام حالة عدم استقرار، وتذبذب في سعر الدولار، كشف الباحث الاقتصادي الدكتور فادي عياش أن الأسباب الجوهرية لتراجع قيمة الليرة هي ضعف الإنتاج المحلي وتراجع الصادرات، وزيادة المستوردات عموماً ولاسيما السيارات، وضعف الاحتياطيات وتقييد السيولة الشديدة ولاسيما لقطاع الأعمال، مبيناً أن ذلك عزز من معدلات التضخم، وتراجع أكبر في الثقة.
وأضاف: إن من الأسباب أيضاً زيادة الرواتب والأجور من دون زيادة مقابلة في الإنتاج، وتأخر تنفيذ الاستثمارات التي أعلن عنها بعد التحرير، إضافة إلى تأخر رفع العقوبات ما أخر الانفتاح على الاقتصاد العالمي، وتأخر إعادة الاندماج في النظام المصرفي العالمي, وهذا ما يعيق الاستثمار الخارجي، ويؤثر على تحويلات المغتربين، وعلى اهتمام الشركات العالمية بالسوق السوري، ويعيق القدرة على تأمين الموارد، والتمويل الضروري للتعافي.
وأشار إلى أن الأنباء حول طباعة عملة جديدة وحذف أصفار واستبدالها والمضاربة على الليرة السورية، ووفقاً لما تقدم يمكن القول أن معظم أسباب تراجع قيمة الليرة مؤخراً يعود لأسباب داخلية مع عدم توفر ظروف خارجية مواتية، ولابد من التذكير بأن العامل المعنوي شكل سبباً في تحسن قيمة الليرة بعد التحرير، وساعد على تحسن إسمي لقيمة الليرة وتوقعنا في المقابل أنه لا يمكن أن يستمر طويلاً في ظل عدم التحسن الاقتصادي.
المصدر: صحيفة الثورة