محليات

بين البريد وأجهزة الصراف الآلي.. معاناة رواتب المتقاعدين الشهرية مستمرة

تحولت مسألة رواتب المتقاعدين إلى معضلة كبيرة، دفعت بكثيرين من هذه الشريحة للعزوف عن استلام رواتبهم في مواعيدها المحددة، وحتى في الأسبوع الأول من كل شهر، نظراً للمعاناة الكبيرة والجهد الذي يواجهه المتقاعدون في هذا السياق.

ويتم تسليم رواتب المتقاعدين الشهرية عبر إحدى وسيلتين، الأولى تعتمد على البطاقات الخاصة بأجهزة الصراف الآلي، والأخرى مباشرة عبر مراكز البريد، إلا أن كلتا الطريقتين، ولّدتا نوعاً من الفوضى مصحوبة بطوابير وساعات انتظار طويلة ومشكلات أخرى.

“مضت خمس ساعات على انتظاري أمام جهاز الصراف الآلي تحت الشمس، وفي النهاية لم أستطع الحصول على راتبي التقاعدي”، يقول أحد المتقاعدين والموظفين السابقين في مديرية الزراعة بحلب، مشيراً إلى أن تحصيل راتبه الشهري، تحوّل إلى معاناة شهرية بالنسبة له.

وأضاف: فيما يتم تحويل راتب الموظفين على رأس عملهم عبر “شام كاش”، ما يساهم باستلامها بطريقة سلسة، نقف نحن المتقاعدين في طوابير تحت وطأة الأحوال الجوية الصيفية والشتوية، والمؤسف أننا قد نضطر للذهاب والعودة على مدى أيام للحصول عليه.

أحد الموظفين المتقاعدين من السكك الحديدية ، أكّد أن المعضلة تكمن في الصرّافات الآلية، لافتاً إلى أن الكثير من أجهزة الصراف الآلي متوقفة عن العمل، وتلك التي تعمل منها بطيئة وبها مشكلات تقنية، إضافة لوجود مسألة أخرى وهي نفاد النقود السريع.

وتابع: لا أدري لماذا لا يتم تزويد أجهزة الصراف الآلي بمبالغ كافية، مع العلم أن الجهات المعنية على دراية بالضغط الحاصل على تلك الأجهزة، وخاصة في أول الشهر عند استلام الرواتب، هل هو تقاعس وظيفي من قبل القائمين على الموضوع، أم أن المشكلة تكمن في أجهزة الصراف نفسه؟.

مراكز البريد المخوّلة أيضاً بتسليم الراتب التقاعدي ليست بأفضل حال من صرافات المصرف التجاري، فهناك أيضاً يصطف الهاربون من صرافات المصرف التجاري على شكل طوابير طويلة، أملاً في تحصيل رواتبهم خلال الفترة المحددة.

“الطوابير باتت موجودة في كل مكان، نحتاج حلاً جذرياً للمشكلة”، يبين أحد المتقاعدين في مركز بريد الجميلية بحلب، مشيراً إلى أن راتب المتقاعد أصبح عبئاً عليه لا دعماً له- وفق تعبيره، داعياً وزارة المالية لتحويل رواتب المتقاعدين لنظام “شام كاش” كغيرهم من الموظفين، وبالتالي يصبح الأمر أسهل بكثير، نظراً لتمكنهم من تحصيل نقودهم عبر أي مكتب حوالات أو صرافة.

وبين المرض والتقدم في السن، الذي يجعل الوقوف الطويل في الطوابير معاناة بحد ذاتها، يرفع المتقاعدون أصواتهم، مطالبين بحلول جذرية واضحة، تساهم في تحسين ظروف الحصول على حقوقهم.

المصدر: صحيفة الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى