تعليممحليات

مدير مركز تطوير المناهج: الكتاب التفاعلي يخاطب مختلف أنماط التعلم بسوريا

يشمل الكتاب التفاعلي الذي أطلقه المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية في وزارة التربية والتعليم السورية بداية الشهر الحالي المواد التعليمية في جميع الصفوف والمراحل الدراسية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.

صيغتان (PDF) وتفاعلية

مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية عصمت خليل أوضح في تصريح لمراسلة سانا اليوم أن المركز أتاح الكتاب على موقع المنصات التربوية السورية بصيغتين: صيغة رقمية (PDF)، ويمكن تحميلها وحفظها على الأجهزة المحمولة أو الحاسوبية، وصيغة تفاعلية تتيح تصفح الكتب مباشرة عبر الإنترنت دون الحاجة إلى تحميلها، ويمكن الوصول إليها من داخل سوريا وخارجها.

تجربة تعليمية رقمية شيقة ومجانية

ويهدف الكتاب التفاعلي وفق خليل إلى تقديم تجربة تعليمية رقمية ممتعة وشيقة ويتضمن مجموعة من الأدوات بنسخته زيرو (0)، وهي” التحديد والرسم وتدوين الملاحظات والكتابة على الكتاب وحفظ جميع التغييرات والملاحظات التي قام بها المتعلم” لكون لكل متعلم نسخته الخاصة مهما بلغ عدد المتعلمين.

وبين خليل أن أهمية الكتاب التفاعلي تكمن في كونه يخاطب أنماط التعلم المختلفة، فضلاً عن إسهامه في تنمية مجموعة من المهارات الإدراكية والحسية، من أبرزها المهارات الرقمية، والاستقلالية والثقة بالنفس عبر التعلم الذاتي وتقوية الذاكرة من خلال تكرار المحتوى بوسائط متعددة (بصرية، سمعية، وحركية)، والمهارات الحركية الدقيقة من خلال تحسين التنسيق بين العين واليد أثناء النقر والسحب والإفلات والتفاعل مع الأنشطة.

ولفت خليل إلى أن الكتب التفاعلية متاحة للتحميل من قبل جميع المدرسين والمعلمين والطلبة فهي نسخة تشبه الكتاب الورقي المعتمد مع إمكانية التحميل من السيرفر الخاص بالمنصات التربوية السورية بشكل مجاني دون تحميل عبء مادي على المدرس أو المتعلم إذ إن تحميل هذا الكتاب لا يستهلك من باقة (ADSL)، كما أن الكتب التفاعلية تخفف من عبء حمل الحقيبة المدرسية، ويمكن للمتعلم استخدامه بدلاً عن الكتاب الورقي.

متاح للمناطق النائية عبر وسائط تخزين

وأكد خليل على أن توزيع هذه الكتب على مديريات التربية والتعليم سيتم عبر وسائط تخزين مختلفة وإتاحتها للمناطق النائية التي لا تتوفر فيها خدمة الإنترنت أو تعاني من ضعف في شبكة الإنترنت، مبيناً أن هذه الكتب يمكن تحميلها على أجهزة مختلفة كالموبايل أو التابات فجميعها مدعومة وتأخذ حجماً مناسباً مع حجم الشاشات، وتعمل على جميع أنظمة التشغيل.

نسخة مطورة قريباً

وأوضح خليل وجود خطة زمنية لإطلاق النسخة المطوّرة، إذ إن أغلب المحتوى التفاعلي موجود على موقع المنصة التربوية وبالتالي سيتم ربط الكتب التفاعلية بالمحتوى الموجود سابقاً وترميم ما تمت إضافته في الكتب المعتمدة ضمن العام الدراسي 2025-2026 وتصويرها على المنصات التربوية السورية، وهي المنصة المركزية في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ومنصة دمشق ومنصة حماة ومنصة طرطوس، كما سيكون للمختبر الافتراضي ثلاثي الأبعاد جزء من رؤية أوسع وأكثر تقدماً، إذ سنقوم بإضافة المواد الوثائقية التي تم تصويرها في المختبر الافتراضي وبالتالي ربطها مع المحتوى الموجود ضمن الكتاب التفاعلي.

مسار التحول الرقمي في سوريا

أما بالنسبة للخطوات القادمة في مسار التحول الرقمي للتعليم في سوريا فلفت خليل إلى أنها يمكن أن تشمل:

إدخال تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي ضمن الكتب التفاعلية لتمكين المعلم والمتعلم من استخدامها اثناء التعلم.

توفير البنية التحتية من تحسين الاتصال بالإنترنت وتوفير الشاشات التفاعلية في المدارس والأجهزة اللوحية للمتعلمين في المرحلة الثانوية.

دمج تقنيات المختبر الافتراضي ثلاثي الأبعاد (AR) و(VR) ضمن مصادر التعلم في الكتب التفاعلية لتقديم تجارب تعليمية تفاعلية.

تدريب المعلمين وتأهيلهم، إذ إن نجاح أي مبادرة تخص التحول الرقمي يعتمد بشكل كبير على قدرة المعلمين على دمج هذه الأدوات ضمن طرائق التدريس الحديثة واستراتيجيات التعلم النشط.

وبين خليل أن فريق المركز سيقوم بتصميم وإعداد حقائب تدريبية لتدريب فريق مركزي، وبدوره سيتوزع هذا الفريق على جميع المحافظات لتدريب المعلمين على استخدام الكتب التفاعلي لدمجها ضمن الصف الدراسي والإفادة منها في تقييم مستوى كل متعلم على حدة، إلى جانب تدريب المعلمين على كيفية تصميم الدروس ومصادر التعلم كالفيديوهات والرسوم والتسجيلات الصوتية في المختبر الافتراضي ثلاثي الأبعاد.

وكان المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية في وزارة التربية والتعليم السورية أطلق في الثالث من الشهر الجاري النسخة الرقمية من الكتاب التفاعلي، الذي يهدف إلى تنمية مهارات التفكير العليا للطلاب السوريين داخل سوريا وخارجها.

زر الذهاب إلى الأعلى