المواد الغذائية في الأسواق.. تقلبات في السعر والمواطن الحلقة الأضعف !!

في ظل تقلبات أسعار المواد الغذائية التي تشهدها الأسواق السورية، تتزايد مطالبات المواطنين بضرورة فصل أسعار هذه المواد (وخاصة ذات الإنتاج المحلي) عن سعر صرف الدولار الذي يتحجج به معظم التجار، ولا سيما في ظل موجة الغلاء التي طالت السلع الغذائية المحلية والمستوردة مؤخراً.
وبين تبريرات التجار وتحذيرات الرقابة التموينية، يبقى المستهلك الحلقة الأكثر تأثراً في معادلة السوق، إذ يواجه يومياً عدة تحديات، منها ضعف القدرة الشرائية وغياب استقرار الأسعار.
فعلى سبيل المثال، مادة الزيت النباتي كانت قبل عدة أيام بـ 18 ألف ليرة سورية كسعر مبيع، لتصبح اليوم بـ 25 ألف ليرة، وفي محال أخرى بـ 28 ألف ليرة، وهذا ينطبق على معظم المواد الغذائية التي تختلف أسعارها من مكان لآخر، وهو الأمر الذي أكد كثيرون أنه لا بد من متابعته وتكثيف الرقابة التموينية لضبطه، والحد من اختلاف وتقلبات الأسعار وفق مزاج التجار وأصحاب المحال التجارية.
تاجر مواد غذائية في سوق البزورية، قال أن ارتفاعات الأسعار التي تحدث في أواخر الصيف وبداية الخريف وخاصة لمواد البقوليات مرتبطة بشكل أساسي بالجفاف أو قلة الأمطار.
وفيما يخص مواد الألبان والأجبان، عزا ارتفاع أسعارها بين 10% و15%، أيضاً إلى قلة الأمطار والجفاف، أما عن زيت دوار الشمس الذي يُعد أساسياً في كل البيوت، فشهد ارتفاعاً كبيراً في سعر الطرد، يصل إلى 20 أو 25 ألف ليرة سورية على العبوة، رغم توافر المادة ونزولها بفواتير نظامية ومطابقة للبيانات الجمركية.
واعتبر أن الدولار يؤثر على كل شيء مستورد، وتأثيره وصل اليوم إلى المنتجات المحلية التي تحتاج إلى تغليف، ما أدى إلى ارتفاع سعر الكرتون والنايلون وتكاليف عملية التغليف.
على الجهة الأخرى، رأى عدد من المواطنين أن هذه التفسيرات والتبريرات لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية الضعيفة، وليست مبرراً لهذا الاختلاف الواضح في سعر المادة نفسها، فلم يخفِ أحد المواطنين غضبه من هذا الأمر بالقول: “الأسعار الآن مرتفعة جداً، بعد التحرير انخفضت الأسعار، لكن عاد التجار وأصحاب المحال لمضاعفة أسعار المواد الغذائية، وعقدة الدولار أصبحت كابوساً وحججاً لأي موضوع، لا بد من التفكير بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة”.
من جهته أوضح آخر خلال تواجده في سوق باب سريجة أن الارتفاع لا يقتصر على الزيوت، بل يشمل البيض والفروج والخضار والفواكه، مؤكداً أن بعض هذه المنتجات محلية ويجب مراقبة سوقها، داعياً إلى اتخاذ أي إجراءات تسهم بالحفاظ على لقمة المواطن.
وخلال جولة في سوق البزورية بدمشق، أشارت سيدة أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على المواد الغذائية فقط، بل امتد إلى مستلزمات المدارس والاحتياجات اليومية، وأضافت: “كل أسبوع نواجه تسعيرة جديدة، نتمنى من الجهات المعنية حلولاً جذريةً تعيد التوازن للسوق”، معتبرة أن تكثيف الرقابة التموينية على السلع الأساسية للمواطنين يمنح المواطنين شعوراً بالمتابعة الجادة وعدم الإهمال.
أما بالنسبة للتجار فهم يشرحون الأسباب التي شكلت أيضاً عبئاً عليهم وإرباكاً بسبب التقلبات الحاصلة في الأسعار، حيث أوضح تاجر من سوق البزورية، أن موجة الارتفاعات الأخيرة، التي بدأت منذ أسبوعين تقريباً، تعود إلى أسباب عالمية، وقال: “كانت الأسعار مستقرة جداً وفي تنافس كبير، لكن من أسبوعين تأخرت التوريدات ما تسبب بغلاء لأسعار السلع أكثر من الفترة السابقة”، مضيفاً: إن الارتفاع العالمي لسعر بعض المواد أيضاً تسبب بزيادة سعرها محلياً، ومنها مادة الزيت التي زاد سعرها عالمياً بنسبة 7% إلى 8%.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق غياث بكور، أوضح أن الرقابة على الأسواق مستمرة من خلال الدوريات التي تتابع توافر المواد الأساسية، وتراقب الأسعار وتنظم الضبوط ولا تتهاون مع المخالفين.
وأضاف بكور: إن المديرية تحرص على تطبيق القانون بحق كل مخالف، حيث تم خلال الأسبوع الماضي تنظيم أكثر من 175 ضبطاً تموينياً واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأشار بكور إلى أن الدوريات تقوم بمراقبة سلامة الأغذية المطروحة في الأسواق وسحب عينات منها، حيث تم سحب أكثر من 50 عينة للتأكد من مدى مطابقتها للقرارات والمواصفات والتأكد من سلامتها، مبيناً أن المديرية تتلقى شكاوي المواطنين على الرقم /119/ على مدار 24 ساعة أو من خلال تقديم شكوى في المديرية لتتم متابعتها مباشرة.
المصدر: سانا
