يهدد بكـ.ار.ثة صحية.. النفايات تغزو شوارع مخيم اليرموك بدمشق

مع عودة العديد من العائلات بعد سقوط الأسد، يشهد مخيم اليرموك في دمشق تدهوراً واضحاً في مستوى الخدمات العامة، وعلى رأسها قطاع النظافة وجمع النفايات، في مشهد يعكس معاناة يعيشها السكان يومياً وسط أكوام القمامة المتراكمة.
على امتداد الشوارع والأزقة الداخلية، تتكدس النفايات المنزلية لأيام طويلة دون رفعها، ما أدى إلى انتشار الذباب والحشرات والروائح الكريهة، إضافة إلى ظهور القوارض والكلاب الضالة التي باتت تشكّل مصدر خوف وقلق للأهالي، خصوصاً في ظل غياب شبه تام للبلدية وآلياتها عن العمل المنتظم.
ووصف الأهالي الوضع بـ “الكارثي”، مناشدين محافظة دمشق للتدخل والبدء بعمليات ترحيل جزئي للقمامة، للحد من انتشارها وما تسببه من تبعات على الصحة في المنطقة.
ويرى سكان المخيم أن تراكم النفايات يعود سببه إلى تراكمات طويلة تعود إلى ما بعد عودة عدد كبير من السكان بشكل غير منظم بعد سقوط النظام إلى منازلهم، في ظل غياب البلديات والجهات المعنية في المدينة.
وأكد الأهالي أن المخيم يعيش حالة من الإهمال شبه الكامل من قبل الجهات البلدية المعنية، مشيرين إلى غياب آليات البلدية وبرامج العمل اليومية المنتظمة.
غياب الجهات المعنية بنقل القمامة من مخيم اليرموك دفع بعض اللجان الأهلية إلى تنفيذ مبادرات لترحيل القمامة إلى أماكن غير مخصصة، أو حرقها، الأمر الذي فاقم المشكلة.
واعتبر أهالي مخيم اليرموك أن حرق القمامة أو رميها على أطراف البلدة، يزيد من تلوث الهواء ويسبب أمراض تنفسية ويساهم بانتشار القوارض والكلاب الشاردة.
ويخشى السكان من أن يتحول المخيم إلى بؤرة للأمراض، لا سيما في ظل غياب الخدمات الأساسية وتزايد عدد العائدين، الذين وصل عددهم بحسب إحصائية مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إلى ما يقارب 50 ألف شخص مع احتمال ازدياد العدد.
وفي وقت سابق، وجه ناشطون عبر “فيس بوك” رسالة مفتوحة لمحافظ دمشق “ماهر الأدلبي” باسم أبناء وأهالي مخيم اليرموك، تُسلط الضوء فيها على التدهور الخطير في الواقع الخدمي لمخيم اليرموك بدمشق، لا سيما فيما يتعلق بالنظافة العامة وجمع النفايات.
واشتكى الناشطون من أن المخيم يعاني من غياب شبه كامل لدور البلدية في هذا الجانب الحيوي، مطالبين بتأمين الآليات والمعدات اللازمة، وتخصيص كوادر نظافة دائمة، إضافة إلى وضع خطة زمنية واضحة لجمع القمامة وتنظيف الشوارع.
وأوضح المكتب الإعلامي في محافظة دمشق أن الجهات المعنية في المحافظة تتابع أوضاع مخيم اليرموك بشكل دوري، وأن المحافظة “تعي حجم التحديات الموجودة في المنطقة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية خلال السنوات الماضية”.
وقال إن أعمال النظافة في مخيم اليرموك تُنفّذ بشكل متقطع بحسب توفر الآليات والكوادر، وأن المحافظة وضعت خطة متكاملة لإعادة تفعيل الخدمات في المخيم تدريجيًا، تشمل النظافة والصرف الصحي والإنارة وترميم الطرق.
وأضاف “أن المحافظة تعمل على تعزيز وجود فرق النظافة بشكل منتظم في مخيم اليرموك، وإدخال آليات جديدة لجمع النفايات من الأحياء الداخلية، إضافة إلى رشّ المبيدات لمكافحة الحشرات والقوارض، وذلك بالتنسيق مع مديرية الشؤ
وأشار أيضًا إلى أن هناك تحديات لوجستية تواجه العمل، من أبرزها نقص عدد الآليات وصعوبة دخول بعض الشوارع المدمرة، إلا أن المحافظة “تعمل بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والمنظمات الشريكة لتجاوز هذه العقبات بأسرع وقت ممكن”.
وختم أن محافظة دمشق تثمّن جهود الأهالي والهيئات التطوعية في المخيم، وتؤكد أن عودة الحياة إلى اليرموك هي أولوية وطنية وإنسانية، وسنعمل بكل الإمكانيات المتاحة لتأمين الخدمات الأساسية وضمان بيئة نظيفة وآمنة لأهله.
المصدر: تلفزيون سوريا
