اقتصادمال و أعمال

استثناءات معامل “المرتديلا” تلحق أضراراً بها.. آلاف المداجن مهددة بالإغلاق

أثار قرار منح معامل المرتديلا استثناءات لاستيراد الفروج المجمد، الذي أوقف العمل به لحماية قطاع الدواجن وإنقاذه من واقعه الصعب، جدلاً كبيراً، وخاصة بعد جنوح بعض هذه المعامل خارج هدف السماح المعلن عبر بيع الفروج المستورد إلى المطاعم وتحقيق أرباح خيالية على حساب المربين، الذين لحقت بهم خسائر كبيرة جراء اضطرارهم إلى بيع منتجاتهم دون التكلفة الفعلية بسبب فائض الإنتاج.

وهنا من المؤكد أن المواطن كان المستفيد على المدى القريب من خلال تخفيض أسعار الفروج، لكن استراتيجياً سيكون مع المربين والاقتصاد المحلي ضمن قائمة الخاسرين في حال الاضطرار إلى استيراد هذه المنتجات الأساسية وانهيار قطاع الدواجن، الذي يعد من القطاعات الأساسية الضامنة للأمن الغذائي.

نقيب الأطباء البيطريين السابق الدكتور عبد العزيز شومل، حذر من انهيار قطاع الدواجن في حال الاستمرار من منح هذه الاستثناءات لمعامل المرتديلا دون ضوابط، فكما هو معروف لا يلزم هذه المعامل استيراد كامل أعضاء الفروج في صناعة المرتديلا كالصدر وغيره، وبإمكانها أخذ حاجتها من السوق المحلية في ظل وجود فائض من الإنتاج المحلي يكفي لمعامل المرتديلا وغيرها باعتبار أن إنتاج المداجن حالياً تكفي السوق المحلية بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات الضرورية، مع الطموح إلى التصدير وخاصة أن المنتج السوري مطلوب كونه صحياً لاعتماد المربين على تغذية الفروج نباتياً.

وشدد على أهمية اتخاذ قرار يوقف هذه الاستثناءات، التي تقتل المهن المنتجة، فمن غير المقبول تحقيق عدد من الأشخاص أرباح طائلة في حين تهدد آلاف العائلات في خسارة مصدر دخلها في حال اضطرار المربين الصغار تحديداً إلى إغلاق مداجنهم، الذين عمدوا بعد التحرير إلى إعادة تأهيلها وترميمها للمعاودة إلى الإنتاج، وفعلاً عادت في مدينة حماة وحدها ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف مدجنة، وحالياً هي مهددة بالإغلاق في حال الاستمرار بمنح هذه الاستثناءات المضرة للاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن المربين رفعوا الصوت عالياً، ويأملون من وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية الإصغاء لأصواتهم المحقة وخاصة أنها وقفت إلى جانبهم عند وقف استيراد الفروج المجمد.

ولفت الدكتور شومل إلى أن المربين يبعون منتجاتهم تحت التكلفة ولا يحققون أرباحاً كبيرة كما يروج، والمتضرر هنا المربون الفقراء باعتبار أن مصلحة الدواجن هي مصلحة الفقراء في حين يوجد عدد محدود من المربين الكبار، الذين بإمكانهم الصبر على خسائرهم، لكن المربي الصغير لا يتحمل الخسائر دوماً، مطالباً بالنظر استراتيجياً إلى هذا القطاع الهام اقتصادياً واجتماعياً واتخاذ كل السبل المطلوبة لحمايته ودعمه، موضحاً أهمية إعداد دراسة وافية لعدد أمهات الفروج وبيض الفقص والصيصان لمعرفة احتياجات القطاع ومستلزماته منها تجنباً لأي خسارات أو جلب أعداد أكبر من الحاجة الفعلية.

واعتبر الدكتور شومل أن أشهر الشتاء تعد الأصعب لقطاع الدواجن لناحية ارتفاع التكلفة، جراء غلاء التدفئة، لكن حال الانتهاء منها، يتوقع تخفيض أسعار الفروج ومنتجاته إلى مستويات تناسب المواطن وتحقق هامش ربح معقول للمربي وخاصة في ظل تأمين حاجة السوق المحلية بالكامل.

المصدر: صحيفة الحرية

زر الذهاب إلى الأعلى