الأرصاد الجوية: انحسار موجة الحر …لكن الأجواء تبقى حارة نهاراً وهطولات مطرية في المنطقة الساحلية

شهدت البلاد موجة حر استثنائية من حيث مدتها، حيث تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها السنوية بفارق كبير.
المتنبئ الجوي أيهم خير بك, أوضح أسباب هذه الموجة وآثارها، والذي تحدث قائلاً: إن البلاد تعرضت لموجة حارة متوسطة إلى شديدة استمرت حوالي ٨ أيام، وكانت ذروتها أيام السبت والأربعاء والخميس، ورغم أن موجات الحر ظاهرة اعتيادية في شهر آب والذي يكنى شعبياً “بآب اللهاب” إلا أن الموجة كانت متطرفة من ناحية طول أمدها.
وأضاف المتنبئ مع أن المنطقة الساحلية كانت أقل تأثراً من بقية المناطق لكنها سجلت درجات حرارة فاقت المعدل (٥-٨) درجات، حيث سجلت محطة القرداحة ٤٢ درجة وصافيتا ٣٩ درجة واللاذقية ٣٦ درجات مئوية، ولقد لعب عاملان أساسيان الدور الأكبر في شدتها وهما المنخفض الهندي السطحي الذي تقدم نحو المنطقة محملاً بكتلة حارة من الجزيرة العربية ورطوبة البحر المتوسط، مترافقاً مع العامل الثاني وهو تقدم مرتفع شبه مداري حار مما زاد من الفعالية الحرارية، وقد نتج عن الحرارة المرتفعة فوق الأربعين في المنطقة الجنوبية وتحديداً دمشق تبخر شديد شكل سحباً حملية وأمطار رعدية، الأمر الذي يؤكد عدم صحة حدوث قبة حرارية كما روجت بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال خيربيك: “من المعلوم أن العامل الرئيسي الذي يساهم في شدة الموجات الحارة وتطرف الطقس ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي كما يحصل في أوروبا وبقية دول العالم من حالات ارتفاع حرارة قياسي تجاوز الأربعين في أوروبا، وهو أحد الأسباب الهامة لاحترار البحر المتوسط الذي قاربت حرارته ٣٠ درجة، ويعد مستوى قياسياً متطرفاً يساهم بدوره في زيادة شدة الموجات الحارة وتحديداً المنطقة الساحلية والتي كان البحر باعتدال حرارة مياهه يلعب دوراً كبيراً بتخفيف حدة الموجة، ولا يمكننا تجاهل عامل احتراق الغطاء النباتي الكبير والذي له دور لا يستهان به في تأثيره على المنطقة الساحلية خاصة والبلاد عموما وتأثيره مستقبلاً على جذب المنخفضات وقلة فعالية الأمطار”.
ونوه خير بك أن آخر تحديثات الطقس تشير بانحسار الموجة الحارة وعدم تعرضنا لموجات بهذه الشدة، لكن الأجواء تستمر حارة نهاراً فكما نعلم ما زلنا في فصل الصيف، ونتوقع بداية الأسبوع القادم تقدم كتلة هوائية معتدلة من شرق أوروبا تتقدم نحو شرق المتوسط سيبدأ تأثيرها وسيطال المنطقة الساحلية بانخفاض ملموس لتصبح الأجواء حارة نسبياً نهاراً مع ليالي لطيفة ومنعشة, وستكون هناك فرص لتساقط أمطار متفرقة.