بعد عودة عدد كبير منهم.. استمرار التسهيلات لعودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا

منذ شهر تموز الماضي، غادر عدد كبير من اللاجئين السوريين الأراضي اللبنانية إلى سوريا، تزامناً مع تسهيلات قدمتها الحكومة اللبنانية للراغبين في العودة.
ولم تقتصر الخطة على العائلات السورية التي دخلت لبنان بطرق شرعية، بل شملت أيضاً اللاجئين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية، وبموجبها، حصل العائدون على 100 دولار أميركي قبل مغادرتهم، بينما حصلت العائلات التي وصلت إلى سوريا على 400 دولار أميركي، وتم إعفاؤهم من رسوم النقل والرسوم المفروضة على المعابر الحدودية.
ورغم هذه التسهيلات، لا يملك معظم اللاجئين السوريين في لبنان منازل في سوريا، إذ دُمّرت منازل بعضهم بسبب القصف، وتعرضت منازل آخرين للنهب، ما يجعل الخيام “أحلى الحلول المُرّة”.
مصدر رفيع في وزارة الخارجية اللبنانية قال “تعمل الخارجية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارتي الدفاع والداخلية، إلى جانب مفوضية اللاجئين، لضمان تنفيذ خطة العودة بنجاح”.
كذلك، يجري العمل مع الأمن العام اللبناني على تحديث قاعدة بيانات اللاجئين، وإطلاق حملة إعلامية وطنية لتوضيح الإجراءات، والتسهيلات، والحوافز التي تقدمها الجهات المانحة لتسهيل إعادة اندماج العائدين في سوريا.
وقال المصدر، إنّ السلطات اللبنانية ستتشدّد في تطبيق قوانين الإقامة والعمل، وستتخذ إجراءات قانونية بحق المخالفين، بما في ذلك فرض غرامات أعلى لردع تشغيل أو إيواء أجانب بشكل غير قانوني، بالتوازي مع الترتيبات الضرورية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
في السياق ذاته، قال مسؤول العلاقات في وزارة الشؤون الاجتماعية محمد غزال “إنّ العمل جارٍ بالتعاون مع الحكومة اللبنانية على تنظيم عودة اللاجئين بطريقة تضمن لهم عودة آمنة وكريمة”.
وأضاف غزال أن الجهود تركّز على تهيئة الظروف الاقتصادية والمعيشية المناسبة لاستقرار العائدين، بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إضافة إلى منظمات غير حكومية تسعى إلى تسهيل العودة.
وأشار غزال إلى أنّ الحكومة تسعى إلى إعادة تفعيل المراكز الخدمية المتوقفة، لإعادة الحياة إلى المدن والبلدات المستهدفة بالعودة، وذلك بالتعاون مع الوزارات المختصة لإعادة تأهيل البنية التحتية.
وتشمل هذه الجهود إعادة تشغيل الكهرباء، المراكز الطبية، والمدارس، بما يضمن استقرار العائلات العائدة واندماجها مجددًا في بيئتها الأصلية، مضيفاً غزال أنّه “في الوقت الراهن، هناك 1150 مخيماً توقّف عنها الدعم بشكل كامل، وقد تمكّنا حتى الآن من إعادة 110 مخيمات تقريباً إلى بلداتهم، يقطن فيها ما يقارب 86 ألف نسمة”.
وأشار إلى أنّ “الحكومة تبذل جهوداً مكثفة لإعادة أهالي باقي المخيمات في أقرب وقت ممكن”، موضحاً أنّه “حتى الآن، لم تظهر حاجة لفتح مخيمات جديدة، إذ ينصبّ التركيز حالياً على إعادة أهالي المخيمات القائمة، وضمان استدامة الخدمات في قراهم ومناطقهم الأصلية”.
وبحسب توقعات الأمم المتحدة، من المتوقّع عودة ما بين 200 ألف و400 ألف لاجئ سوري في لبنان بحلول نهاية عام 2025.
المصدر: تلفزيون سوريا