اقتصادمال و أعمال

جمعية حماية المستهلك: حالياً لا يوجد شيء اسمه تسعير محدد ومطالبات بوضع حد للربح الفاحش !!

في أزقة الأسواق السورية من دمشق إلى حلب وطرطوس، تتراقص اللافتات الملونة فوق رؤوس المارين، مكتوب عليها “خصومات لا تُقاوَم” و”تنزيلات هائلة”.

المستهلكون يواجهون فجوة بين الإعلان والواقع، حيث تتحوّل مغريات التنزيلات إلى إحباط، والاقتطاعات المعلنة في كثير من الحالات مجرد أوهام تسويقية.

ربة منزل من دمشق، تتذكر تفاصيل تجربتها قائلة: “ذهبت لشراء أدوات مطبخ بعد أن شاهدت خصم 50% على الملصقات، لكن تبين أن الخصم ينطبق على نوع واحد فقط. شعرت أنني وقعت في فخ إعلاني، فالمبلغ الذي توقعت توفيره كان أقل بكثير من الواقع”.

طالب جامعي يروي تجربة مماثلة مع الهواتف المحمولة: “اشتريت هاتفاً بعد أن رأيت عرضاً مغرياً على الإنترنت، لكن بعد الدفع اكتشفت أن المنتج مختلف عن الصورة، وخدمة ما بعد البيع ضعيفة جداً, البحث عن عرض حقيقي أصبح مهمة شبه مستحيلة”.

رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها عبد العزيز المعقالي، يربط ظاهرة التنزيلات الوهمية بتنافس التجار ودخول بضائع من عدة دول.

ويقول “بعض التجار ساهموا في ارتفاع الأسعار بالجشع والطمع والاحتكار، عبر تخزين السلع وعدم إعلان السعر، أو بالاتفاق على رفع الأسعار. بالمقابل، هناك محال تقدم السلع بسعر أرخص لجذب الزبائن، رغم انتشار ظاهرة العروض الكثيرة. دخول بضائع من تركيا والخليج وأوروبا ساهم في خلق منافسة حقيقية بين التجار، لكنها أحياناً تولد أوهاماً لدى المستهلكين”.

ويضيف المعقالي: “حالياً لا يوجد شيء اسمه تسعير محدد، ونحن نطالب بوضع حد للربح الفاحش, صحيح أننا في حاجة إلى منافسة حرة لتطبيق مبدأ السوق الحر، والتخلص من فرق الأسعار بين أسواق الهال والمفرق، الذي يصل أحياناً إلى أربعة أو خمسة أضعاف السعر في سوق الهال, على المدى البعيد، سيكون هناك نوع من المنافسة بين التجار لأن التاجر يلجأ إلى تدوير رأس ماله”.

من جانب التجار، يعترف صاحب محل إلكترونيات في دمشق، بأن العروض ليست دائماً شفافة، لكنها وسيلة للبقاء في السوق: “نضطر أحياناً إلى عمل عروض وهمية لتسليط الضوء على منتجات محددة، لكن أحياناً يسيء الزبائن فهم العرض ويظنون أنه يشمل كل المنتجات”.

تُظهر هذه التجارب أن التنزيلات الوهمية تؤثر على ثقة المستهلك بالأسواق، وتزيد إحباط المواطنين الذين يحاولون توفير جزء من دخلهم المحدود في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة. الخبراء يؤكدون أهمية التحقق من مصداقية العروض، وفحص الأسعار والمواصفات قبل الشراء، لتجنب الوقوع فريسة الإعلانات المغرية التي لا تعكس الواقع.

المصدر: العربي الجديد

زر الذهاب إلى الأعلى