١٠٠ دولار سعر “بيدون” زيت الزيتون هذا الموسم.. ومواطنون: شراؤها خارج طاقة معظم الأسر

اشتد الإقبال على المعاصر لغاية عصر محصول الزيتون للموسم الجاري، لكن الملاحظ مع كثرة الفلاحين أن الكميات الواردة للمعاصر قليلة جداً، وهذا ما يجعل عملية الانتظار لا تطول كما في مواسم سابقة، مع الإشارة إلى أن نسبة الزيت الناتجة عن عملية العصر متفاوتة، لكنها بشكل عام قليلة، وهناك من يعزي السبب لعوامل مرتبطة بالمحصول نفسه، فيما يرى آخرون أن بعض المعاصر لا تلتزم بشروط العصر الفنية من التسخين إلى زمن العجن وغير ذلك، لكن تبقى المشكلة الأكبر والمتمثلة بالسعر، حيث بلغ للصفيحة زنة ١٦ كغ هذا الموسم إلى ١٠٠ دولار، وهو خارج طاقة معظم الأسر الفقيرة.
وأشار عدد من المزارعين إلى أن هذا الموسم استثنائي بالنسبة لانخفاض إنتاج محصول الزيتون، حيث إن حمل الأشجار كان ضعيفاً وبشكل عام يقدر بنصف ما هو معتاد، لافتين إلى أن انحباس الأمطار وموجات الحر الشديدة التي مرت لعبت دوراً كبيراً في ذلك، فيما لم يتمكنوا من تقديم الريات الكافية لعدم توفر المصدر المائي للبعض، وإن توفر لآخرين فقد كان مكلفاً جداً لقاء نفقات الضخ، أضف لذلك أن الظروف الجوية غير المناسبة زادت من الإصابات، وهو عبء آخر، حيث تطلب مواد مكافحة وأجور رش غالية الثمن، فيما بعض المزارعين ليس لديهم القدرة على تحمل تكاليفها فاختصروها، ما تسبب في تساقط وفقد الكثير من الثمار.
وتتفاوت نسبة الزيت المستخرج من الزيتون بين ثمار حقل وآخر، ويرى متابعون أن ثمة عوامل عدة تلعب دوراً في الأمر، ولا سيما نوع الزيتون ومستوى الرعاية المقدمة لجهة الفلاحة والري والمكافحة، أضف لذلك العوامل الجوية الطارئة كموجات الحر الشديدة والإصابات وموعد القطاف، والنسب التي يتم تداولها نقلاً عن المزارعين، فإن 70 أو 85 أو 110 كيلو غرامات من الثمار نتج عنها صفيحة زيت زنة 16 كغ، وهناك من ذكر أن كمية 140 كغ نتج عنها مثل تلك الصفيحة.
إن المتتبع للأسعار حالياً مع بدء ذروة عصر الزيتون يلاحظ أنها مرتفعة، وهي بحدود 100 دولار للصفيحة زنة 16 كغ، وذلك إذا ما تم مقارنتها مع الأسعار بعد فترة من التحرير، حيث بيعت الصفيحة في الشهر الرابع والخامس تقريباً ما بين 55 و65 دولاراً، وهناك من المزارعين الميسورين من قام بتخزين إنتاجه من زيت الموسم الفائت، وباعه مع بدء الموسم الجاري وارتفاع السعر بقيمة ما بين 90 و95 دولاراً، أي بانخفاض بسيط عن سعر الزيت الجديد، لكون الأخير مرغوب للغالبية أكثر، وخاصة من حيث النكهة ولتجنب مغبة أن يكون زيت الموسم الماضي بجودة أقل نتيجة سوء التخزين أو الغش الذي قد يقوم به البعض، ولذلك تجد أن الكثيرن يرغبون بالشراء من المعصرة مباشرة إذا لم يجدوا مزارعين موثوقين بالنسبة لهم، أو كما يقال (الشراء من فم المزراب).
إن السعر المتداول الآن لا يتناسب ودخل عامة الناس من الفقراء، حيث أشاروا إلى أنهم كانوا يأملون أن يبقى كما كان منذ منتصف العام الجاري حين بيعت الصفيحة بين 450 و 550 ألف ليرة، لكن الآن لن يستطيعوا وضع مؤونة تكفي السنة كما هو معهود، وسيضطرون للشراء أول بأول وللضرورة، وألمح البعض إلى مقترح بضرورة استيراد كميات من زيت الزيتون لعلها تسهم بتوفره بأسعار يقدرون عليها، وخاصةً في ظل انخفاض الإنتاج هذا الموسم كثيراً، واحتمال قيام تجار بشراء الزيت من المزارعين في أرض المعاصر واحتكاره من أجل رفع سعره والتربح أكثر من دون أن يأبهوا إلى مدى ضرر ذلك بالفقراء.
المصدر: صحيفة الحرية
