محليات

الكلاب الضالة تجوب شوارع جنوب دمشق.. ولا يوجد حلول !!

لم تعد الكلاب الضالة مشهداً ًعابراً في شوارع المدن والأحياء السكنية في جنوب دمشق ، بل أصبحت ظاهرة تؤرق الأهالي وتثير مخاوفهم، بعدما تزايدت حوادث الاعتداء على المارة والأطفال.

ورغم الشكاوى المتكررة، لا تزال الاستجابات الرسميّة محدودة، فيما تتواصل الدعوات لإيجاد حلول واقعية تحفظ سلامة الناس وتحدّ من انتشار هذه الكلاب في المناطق السكنيّة.

رئيس بلدية حجيرة حسن النمير, بيّن أن الجهة التي يعملون ضمنها تتبع بشكل كامل لتوجيهات المحافظة والوزارة، مشيراً إلى أن وزير الإدارة المحلية أصدر تعميماً يمنع قتل الكلاب أو تسميمها، ويقضي بالاكتفاء باصطيادها ونقلها بسيارات مخصّصة تحتوي على أقفاص، ثم تسليمها للمحميات المختصة.

وأضاف النميري أن الإمكانات المادية المحدودة للبلديات تجعل تنفيذ هذه الإجراءات أمراً بالغ الصعوبة، خاصة أن التواصل مع المجتمع المدني لم يثمر عن نتائج ملموسة، فـ”حال المدنيين من حال البلدية”، على حدّ تعبيره.

 

وبيّن أن انتشار الكلاب يعود إلى وجود مأوى طبيعي لها داخل البيوت المهدّمة والمهجورة، إضافة إلى مكبات القمامة العشوائية التي تشكّل مصدراً للغذاء، لافتاً إلى أن البلديات تواجه صعوبات كبيرة تتمثل في ضعف الإمكانات، وغياب الآليات، ونقص الكوادر القادرة على التعامل مع هذه الحالات.

انتشارها نتيجة طبيعية لغياب الرقابة وشدد على دور الأهالي الأساسي في الحدّ من انتشار الكلاب، من خلال عدم رمي القمامة داخل البيوت المهدّمة، والعمل على إغلاق الأبواب والنوافذ في المنازل المهجورة، والمساهمة قدر الإمكان في إزالة الركام، مشيراً إلى أن الحل يكمن في ترحيل الأنقاض بالتعاون مع الجمعيات التي تمتلك الآليات اللازمة مثل القلابات والتركّسات والبوكلينات، إضافة إلى ترحيل القمامة يومياً نحو المكبات الرئيسية.

من جهته، أوضح الطبيب البيطري سامر العلي أن ظاهرة انتشار الكلاب الضالّة في الأحياء السكنية تُعدّ نتيجة طبيعية لغياب الرقابة الصحيّة وازدياد البيوت المهدّمة التي تتحوّل إلى أماكن مناسبة لتكاثر هذه الحيوانات.

وأفاد العلي أن الكلاب الضالة قد تحمل أمراضاً معدية مثل الجرب وداء الكلب والطفيليات الجلدية، ما يجعل الاحتكاك المباشر معها أمراً خطيراً، خصوصاً على الأطفال، مضيفاً : إن الحلول الفعّالة يجب أن تجمع بين الجانب الصحي والبيئي، من خلال تنفيذ حملات إمساك للكلاب بطريقة آمنة، ثم تلقيحها أو نقلها إلى مراكز مخصّصة، إضافة إلى تحسين إدارة النفايات وإزالة الأنقاض التي تشكّل بيئة جاذبة لها. إجراءات ملموسة وشدّد على أهمية دور الأهالي في عدم ترك بقايا الطعام قرب الأبنية المهجورة، والإبلاغ عن التجمعات الكبيرة للكلاب، والتعاون مع الجهات المختصة لتقليل المخاطر الصحية.

وذكر أحد سكان بلدة حجيرة، أنه يعاني يومياً من انتشار الكلاب الضالّة في الشوارع الفرعية، مشيراً إلى أن الأهالي يعيشون حالة قلق خاصة في ساعات الليل.

وأضاف أن الأطفال باتوا يخشون الخروج إلى الطريق بمفردهم، وأن بعض التجمعات الكبيرة للكلاب أصبحت تقترب من المنازل، ما يسبب إزعاجاً وخوفاً لدى السكان، مؤكدا أن الأهالي يطالبون الجهات المعنية باتخاذ إجراءات ملموسة، سواء عبر ترحيل الأنقاض أو تنظيم حملات للحدّ من انتشار الكلاب، من دون الإضرار بها، معتبراً أن الحل يحتاج تعاوناً مشتركاً بين البلدية والسكان.

المصدر: صحيفة الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى