تستخدم للتجسس على المكالمات.. “الراشدات” استخدمها النظام للتجسس على السوريين والأجانب
خضع السوريون لنظام مراقبة طيلة فترة حكم نظام الأسد، وشكل قبضة حديدية أحصت عليهم أنفاسهم، بحسب مراقبين، وكان تحقيق هذا الغرض، ومن قبل أن يكون هناك هاتف جوال في البلاد، يتم بطرق مختلفة، منها إطلاق ما سميت بـ”الراشدات” في الشوارع.
“الراشدات” هو اسم المركبات السيارة التي كان يسيرها نظام الأسد، في شوارع دمشق والمدن الكبرى، خاصة، للتجسس على مكالمات السوريين والأجانب، وذلك من قبل أن تصبح الاتصالات الهاتفية خلوية، أو ما يعرف بالهواتف الجوالة.
وبحسب مصادر فرع مكافحة التجسس في سوريا، ويعرف بالفرع “300” , فإن “الراشدات” هي سيارات مجهولة الهوية، لا يعرف الناس حقيقة من بداخلها، وتمر أمام العيون كما لو أنها سيارات عادية، إلا أنها في الحقيقة، كانت تخترق الشوارع، وتعمل على التقاط المكالمات، سواء منها المعروف المحدد، أو ما يعرف بالالتقاط العشوائي.
وفيما يتعلق بآلية عمل “الراشدات” خاصة في الفترة التي لم يكن فيها شبكات هاتف محمول في البلاد، فهي تعمل على التقاط أي مكالمة تخرج من الشقق السكنية أو المقار الرسمية الأجنبية.
وعلى الرغم من أن فرع التجسس التابع للنظام السوري، كان من أهدافه المزعومة، مراقبة الأشخاص الذين يتواصلون مع “إسرائيل” كما سُرِّب، إلا أن الحقائق الأكيدة، كشفت أن من مهام فرع التجسس المذكور، كانت مراقبة الاتصالات الأرضية للسوريين، كما أقرّ في جملة إفادات متلفزة، ابن رئيس هذا الفرع الذي قاده لعشرين عاماً.
وأعطى المصدر السابق، مثالا عن الكيفية التي تنفذ فيها، مراقبة الاتصالات الأرضية، وقال: “تراقب أي شخص مثلاً، إذا اتصل على السعودية، يسألونه لماذا اتصلت على السعودية؟ مع من تكلمت في السعودية؟ هذه الأشياء يريدون معرفتها، ويقومون بتفريغ المكالمات”؟
وتوسعت مهمات فرع التجسس بعد إحداث شبكات الهاتف المحمول، فصار الفرع يراقب “كل الموبيلات ويراقب الناس وكل شيء له علاقة بالسوريين”.
وفي وثائق تعود إلى العام 2018، فإن “راشدات” نظام الأسد، صارت تعمل تحت سلطة إيران في الجنوب السوري.
وأكد ضباط منشقون أن أمن الأسد كان يمتلك راشدات صغيرة الحجم وقطرها لا يتجاوز 3 سنتيمترات، منذ ما قبل عام 2011، ويقوم أحد عملائه بزرعها، على أسطح البيوت، أو الأمكنة المستهدفة، وتقوم سيارات النظام بالتقاط الإشارة الصادرة عن تلك الراشدات.
واستعملت الراشدات الصغيرة، في التجسس على المعارضين، من خلال العملاء التابعين للنظام، في أكثر من منطقة سورية، كالجنوب السوري، وبعض مناطق وسط سوريا، وفي ريف إدلب ومناطق من محافظة حلب، ومناطق في ريف اللاذقية الجنوبي التي يقطنها أنصار النظام.
المصدر: العربية