سياسة

أزمة لمّ الشمل في ألمانيا.. 400 ألف مهاجر بانتظار الانضمام إلى عائلاتهم

لا يزال أكثر من 400 ألف مهاجر ينتظرون بفارغ الصبر فرصة الانضمام إلى عائلاتهم المقيمة في ألمانيا، وسط إجراءات إدارية معقدة، وبيروقراطية مرهقة، وتشريعات قانونية صارمة تعرقل حق لمّ الشمل، لا سيما بالنسبة لحاملي الحماية الفرعية.

ووفق بيانات وزارة الخارجية الألمانية، فإن قوائم الانتظار للحصول على تأشيرات لمّ الشمل تشهد ازديادًا مستمرًا، ما يجعل الأمل في اللحاق بالأقارب أكثر بعدًا وتعقيدًا من أي وقت مضى.

وأُقرّ حق لمّ الشمل لحاملي الحماية الفرعية لأول مرة عام 2015، في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، إلا أن القرار توقف عام 2016، ليُعاد العمل به عام 2018 بشروط أكثر صرامة، أهمها تحديد عدد التأشيرات بـ1000 شهريًا فقط، ما أدى إلى امتداد فترات الانتظار لعدة سنوات.

وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، أصدرت السفارات الألمانية في عام 2024 نحو 120 ألف تأشيرة لمّ شمل، منها فقط 12 ألفًا لأقارب الحاصلين على الحماية الفرعية.

وكان القادمون من سوريا في المقدمة (حوالي 20 ألف حالة)، تلاهم الإيرانيون (4400)، الأفغان (2600)، والعراقيون (1300).

وتنحصر فرص لمّ الشمل في نطاق الأسرة الأساسية (الزوج أو الزوجة، الأبناء القصر، ووالديهم إن كانوا مقيمين)، ويُشترط إثبات القدرة على إعالة العائلة ماليًا وتوفير سكن مناسب، إلى جانب تقديم شهادات في اللغة الألمانية للزوج/ة الراغب في الانضمام، باستثناء بعض الحالات الإنسانية أو من لديهم صفة “لاجئ”.

وفي المقابل، يتمتع مواطنو الاتحاد الأوروبي وأفراد أسرهم بمعاملة قانونية أكثر مرونة، حيث لا يُطلب منهم استصدار تأشيرة أو إثبات دخل أو لغة، وهو ما يُعد تمييزًا قانونيًا واضحًا في نظر كثير من الحقوقيين.

رغم منح الحاصلين على الحماية الفرعية إقامة لمدة ثلاث سنوات، وإمكانية العمل والحصول على مساعدات، إلا أن حق لمّ الشمل يظل مقيدًا، وهو ما يضاعف من معاناة آلاف الأسر التي تعيش في حالة فصل قسري وانتظار مفتوح.

وتخطط الحكومة الألمانية الجديدة  إلى تشديد إجراءات لمّ الشمل، لا سيما تجاه السوريين، في وقت تقدّم فيه أكثر من 229 ألف شخص بطلب لجوء عام 2024، معظمهم من سوريا وأفغانستان وتركيا.

المصدر: زمان الوصل

زر الذهاب إلى الأعلى