محليات

الازدحام المروري في دمشق… أسباب متعددة وما هي الحلول الممكنة !!

تعيش محافظة دمشق واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا مروريًا في تاريخها الحديث، حيث باتت الشوارع تعاني من اختناقات خانقة تمتدّ لساعات طويلة يوميًا.

ورغم الجهود المبذولة من الجهات المختصة، إلا أن أزمة المرور في دمشق لا تزال تتفاقم نتيجة تداخل عدة عوامل بشرية وتقنية وتنظيمية.

وأحد أبرز مظاهر الفوضى في شوارع العاصمة هو انتشار الدراجات النارية بشكل عشوائي، حيث لا يلتزم معظم سائقيها بإشارات المرور، ويتجاوزون المركبات من جميع الجهات، بل ويسيرون عكس الاتجاه في كثير من الأحيان، ما يشكّل خطرًا على السائقين والمارة على حد سواء.

كما أن الكثير من إشارات المرور في دمشق لا تعمل بالشكل المطلوب، إما بسبب عدم وجود التيار الكهربائي أو الأعطال الفنية، ما يؤدي إلى فوضى في التقاطعات الرئيسية.

ومن أبرز أسباب الازدحام أيضًا عدم التزام المارة باستخدام الممرات المخصصة لعبور الشوارع, فكثيرون يقطعون الطرق عشوائيًا وأحيانًا بين السيارات المتحركة، ما يؤدي إلى تباطؤ حركة السير وتوقفها في بعض الأحيان.

كما شهدت دمشق تدفقًا كبيرًا للسيارات الخاصة القادمة من المحافظات الأخرى و المستوردة حديثاً, هذا الارتفاع غير المنضبط في عدد المركبات زاد من الضغط على شبكة الطرق، التي لم تشهد توسعًا يتناسب مع هذا النمو الكبير.

من أولى الخطوات العملية لحل مشكلة المرور هي تشغيل الإشارات الضوئية بالطاقة الشمسية، لضمان عملها على مدار الساعة دون تأثر بانقطاع الكهرباء, كما ينبغي فرض ترخيص إلزامي لكل دراجة نارية، مع تحديد مسارات خاصة لها في بعض الشوارع الرئيسية، و فرض عقوبات صارمة على المخالفين ، خصوصًا من يسير عكس الاتجاه أو يتجاوز إشارات المرور.

كما يجب إطلاق حملات توعية إعلامية وتربوية عبر المدارس ووسائل الإعلام لشرح مخاطر العبور العشوائي, وأهمية الالتزام بالإشارات وممرات المشاة، مع تشديد العقوبات على المخالفين, وتوسيع شبكة الباصات العامة وتشغيل خطوط نقل صغيرة (فانات منظمة) ضمن مسارات ثابتة، سيقللان من الاعتماد على السيارات الخاصة، وبالتالي من حجم الازدحام.

إن حل مشكلة المرور في دمشق يتطلب مزيجًا من الإجراءات التقنية والإدارية والثقافية، تبدأ من إصلاح البنية التحتية المرورية وتطوير النقل العام، ولا تنتهي إلا بترسيخ ثقافة احترام القانون لدى السائقين والمشاة على حد سواء.

المصدر: صحيفة الحرية

زر الذهاب إلى الأعلى