صحة و جمالمحليات

مع غياب تسعيرة رسمية ملزمة.. ارتفاع أجور المعاينات الطبية يزيد معاناة المرضى

ارتفاع أجور المعاينات الطبية والتحاليل يرهق المرضى ، والكثير منهم أصبح يصبر على مرضه وألمه لعدم قدرته على دفع أجور المعاينة والتي تتراوح ما بين 50 _ 100 ليرة.

وبات كثيرون يشكون من هذا الارتفاع الكبير في أجور المعاينات الطبية داخل العيادات الخاصة والمخابر ومراكز التصوير، حيث أصبحت زيارة الطبيب أمراً صعباً، مع تردي الأوضاع المعيشية وعدم وجود تسعيرة نقابة ملزمة حتى اليوم، ما جعل العلاج عبئاً لا يستطيع حتى ميسورو الحال تحمله.

أحد المراجعين, بين أنه قصد عيادة قلبية بعد معاناته من أعراض صحية استدعت مراجعة عاجلة، فدفع 200 ألف ليرة سورية أجرة معاينة مع إجراء تخطيط قلب، هذا غير الوصفة الدوائية التي تجاوزت قيمتها 200 ألف ليرة، ما جعله يعتبر العلاج “فوق طاقته”، خاصة أن دخله الشهري لا يتجاوز المليون ليرة سورية، داعياً إلى تشديد الرقابة على الأطباء، وتحديد أجور المعاينة بشكل ينصف المريض والطبيب.

مراجعة أخرى اضطرت إلى إلغاء خطة علاجية لابنها ذي الـ 17 عاماً لدى طبيب أسنان بعد أن أخبرها أن تكلفة سحب العصب وحدها تبلغ 300 ألف ليرة كحد أدنى، وأن معالجة الضرس لبياً بين 500 إلى 700 ألف ليرة سورية، متسائلة إن كانت هذه الإجراءات تحتاج إلى كل هذا المبلغ من المال.

وأشار أخر إلى أنه بات يلجأ إلى ريف المدينة للعلاج، إذ لاحظ أن أسعار معاينات الأطباء هناك أقل بنسبة ملحوظة عنها في المدينة، رغم تقديم الخدمات نفسها.

وبين والد طفل أنه أخذه إلى الطبيب بعد سقوطه على الأرض، فأجرى له تخطيط دماغ بكلفة 200 ألف ليرة، ثم طلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي للرأس والظهر للبت بحالته، وأضاف والد الطفل أن صورتي الرنين المغناطيسي في أحد المراكز الخاصة كلفتا مليوناً ومئتي ألف ليرة سورية، ليكتشف لاحقاً أن مركزاً آخر أرخص بمئتي ألف ليرة، أما الوصفة الدوائية فكانت باهظة الثمن وتجاوزت 400 ألف ليرة، ما اضطره للاستدانة لتغطية تكاليف العلاج، راجياً تشديد الرقابة الطبية على المراكز والعيادات.

من جهتهم، يرى عدد من الأطباء أن ارتفاع أجور المعاينات لم يكن خياراً شخصياً، بل نتيجة طبيعية لظروف العمل الحالية، وبرروا ذلك بارتفاع تكاليف المستلزمات الطبية والأجهزة وفواتير الكهرباء وتذبذب سعر الصرف وتراجع قيمة الليرة.

طبيب مختص بالأمراض النسائية, أوضح أن تشغيل العيادة أصبح مرهقاً مالياً، فأسعار الأجهزة الطبية ارتفعت بالدولار بينما بقيت الأجور بالليرة السورية ، مضيفاً أن بقاء الأسعار القديمة يعني إغلاق الكثير من العيادات، خاصة بعد ارتفاع فواتير الكهرباء مؤخراً.

طبيب أسنان أخر، الذي يستأجر عيادة في أطراف المدينة، أشار إلى أن أسعار المستلزمات الطبية الخاصة بالمعالجة السنية ارتفعت بشكل واضح لأنها مرتبطة بسعر الصرف، إضافة إلى ارتفاع أجور العمل وأسعار التعقيم والمواد الأساسية، وأجرة العيادة، مؤكداً أنه مضطر لرفع الأسعار “حتى لا يخسر”.

المصدر: صحيفة الحرية

زر الذهاب إلى الأعلى